الذكاء التنافسي للشركات الناشئة

يكشف المشهد التنافسي الحالي بين الشركات الناشئة في المملكة العربية السعودية عن إمكانيات وطاقات الشباب السعودي اللا محدودة، هذا المشهد الذي يلتقي فيه الطموح والإرادة بالإبداع والابتكار يجعل من المنافسة الأخلاقية أداة نحو التقدم والنجاح.

من خلال هذه المقالة، ستتعرف على الذكاء التنافسي أو كما يطلق عليه بالإنجليزية ” Competitive Intelligence CI “” أهميته، أنواعه، طرق جمع المعلومات والفرق بينه وبين التحليل التنافسي.

 ما هو الذكاء التنافسي ؟

الذكاء التنافسي أو كما يطلق عليه أحياناً بذكاء الشركات هو قدرة الشركات على جمع المعلومات حول المنافسين، اتجاهات السوق، والعملاء و بيئات الأعمال وتحليلها بطريقة عملية منهجية وأخلاقية ومن ثم استخدام هذه المعلومات لاتخاذ القرارات والحصول على ميزة تنافسية وحصة سوقية أعلى والزيادة في الإيرادات.

أهمية الذكاء التنافسي؟

للذكاء التنافسي أهمية بالغة للشركات التي ترغب في تصدر المنافسة وفهم السوق واتجاهات الصناعة، وتتمثل أهميته في النقاط التالية:

1)      مساعدة الشركات في اتخاذ القرارات الإستراتيجية:

 تتمثل قوة الذكاء التنافسي في تمكين الشركات من فهم الفرص والتحديات، نقاط الضعف والقوة، والتكيف مع تغيرات السوق لاتخاذ قرارات استراتيجية مدروسة بإحكام وفعّالة للنمو.

2)    التقليل من المخاطر:

يساعد الذكاء التنافسي في معرفة وتحديد المخاطر المحتملة أو المتوقعة ونقاط ضعف السوق من خلال البقاء على علم بإجراءات المنافسين، هذه المعرفة الاستباقية تمكن الشركات من الاستجابة لهذه التحديات بشكل أسرع من باقي منافسيها.

3)   التوسّع في الأسواق:

 يساهم الذكاء التنافسي بتقديم رؤى قيّمة حول الأسواق المحلية، والمنافسين وتفضيلات العملاء والمستهلكين وفهم البيئات التنظيمية، الأمر الذي يساعد في تمكين الشركات من الدخول إلى أسواق جديدة بكل نجاح وكفاءة.

4)    الابتكار في تطوير المنتجات:

 يٌمكن للذكاء التنافسي أن يساهم في تصميم منتجات مبتكرة تلبي احتياجات العملاء والمستهلكين في السوق، من خلال فهم وتحليل عروض المنافسين وتعليقات العملاء مما يساعد الشركات الناشئة في الكشف عن نقاط الضعف والقوة ومن ثم تعمل على تطوير وتحسين منتجاتها بشكل منافس.

5) التسويق الفعّال: 

يساعد الذكاء التنافسي على فهم استراتيجيات التسويق المتبعة من قبل المنافسين، وتحديد المواقع والمنصات، والرسائل في إنشاء حملات تسويقية أكثر قوة وفعالية، ومن خلاله يمكن أن تكتشف الشركات الناشئة الفجوات والثغرات الموجودة في عمليات التسويق واستغلالها بشكّل فعّال.

أنواع الذكاء التنافسي؟

يشمل الذكاء التنافسي (CI) أنواعًا أو فئات مختلفة، يخدم كل منها غرضًا محددًا في مساعدة الشركات الناشئة على اكتساب نظرة ثاقبة حول منافسيها واتجاهات السوق. فيما يلي أهم أربعة أنواع أساسية للذكاء التنافسي:

1- الذكاء التنافسي التكتيكي أو قصير المدى:

يركز هذا النوع من الذكاء التنافسي على الأنشطة اليومية واتخاذ القرارات على المدى القصير. ويشمل مراقبة تحركات المنافسين في الوقت الفعلي، وتتبع تغييرات الأسعار، وإطلاق المنتجات، والحملات التسويقية. كما أنها تمّكن الشركات من الاستجابة الفورية للإجراءات التنافسية.

2- الذكاء التنافسي الاستراتيجي أو بعيد المدى:

يعتمد الذكاء التنافسي الاستراتيجي على الفهم بعيد المدى ويركز على الوضع العام والاتجاه المستقبلي لكل من الشركة الناشئة ومنافسيها. ويتضمن تحليل اتجاهات السوق وتغيرات الصناعة والتقنيات الناشئة واستراتيجيات المنافسين لاتخاذ القرارات الإستراتيجية.

3- الذكاء التنافسي للمنتج:

 الذكاء التنافسي للمنتج يرتكز على أساس فهم المشهد التنافسي المتعلق بالمنتجات أو الخدمات. ويتضمن ميزات البحث والتسعير والجودة وتعليقات العملاء لإرشاد تطوير المنتج واستراتيجيات التسعير وتحديد موضع المنتج.

4- الذكاء التنافسي للتكنولوجيا:

يتضمن الذكاء التنافسي التكنولوجي تتبع التقنيات والابتكارات الناشئة في صناعة أو مجال محدد. فهو يساعد الشركات الناشئة على تحديد فرص التقدم التكنولوجي أو الشراكات أو عمليات الاستحواذ التي يمكن أن تمنحها ميزة تنافسية. 

طرق لجمع المعلومات في الذكاء التنافسي؟

حتى تتمكن من تحليل واستخدام المعلومات حول المنافسين واتجاهات السوق يجب عليك أولاً معرفة الطرق الأخلاقية والقانونية لهذه العملية:

1)   المعلومات العامة: وتتضمن المصادر العامة المتاحة لمعرفة أكثر حول المنافسين مثل الموقع الإلكتروني، منصات التواصل الاجتماعي، النشرات الصحفية وغيرها التي يمكن الوصول إليه بطريقة أخلاقية وقانونية.

2) أدوات تحليل المنافسين: تتوفر أدوات ومنصات برمجية متنوعة لتتبع بيانات المنافسين وتحليلها، بما في ذلك تواجدهم عبر الإنترنت، وتصنيفات الكلمات الرئيسية، والمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي مثل SEMrush, Ahrefs, Moz Pro, SimilarWeb.

3)   الاستطلاعات والمقابلات: يمكن أن يؤدي إجراء الاستطلاعات والمقابلات مع الخٌبراء في القطاع أو الصناعة وأيضاً مع العملاء والمستهلكين والموظفين السابقين لدى المنافسين في الحصول على رؤى وبيانات قيمة.

4) المعارض التجارية والمؤتمرات: تتيح المعارض والمؤتمرات فرص جيدة للشركات للتواصل مع المنافسين ومراقبة منتجاتهم وآخر تطوراتهم وجمع المعلومات حول السوق.

5) القياس التنافسي: وهو مقارنة أداء الشركة مع أداء المنافسين من خلال استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية ” KPIs ” لتحديد نقاط الضعف والقوة والاستفادة من هذه المعلومات للحصول على ميزة تنافسية.

الفرق بين الذكاء التنافسي والتحليل التنافسي:

ختاماً، في عصر المعلومات الحالي يعد الذكاء التنافسي بمثابة العمود الفقري الذي يربط الشركات بنبض أسواقها وعملائها ومنافسيها. وهو أيضاً الأداة الاستراتيجية التي تسمح للشركات بتخطيط مسارها بثقة، والتقدم نحو النجاح والتطور، واغتنام الفرص بدقة.

المقال الأصلي